يعتبر الإسهال من أهم الأعراض التي يمكن أن تصيب صغار العجول والتي تؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من المواليد وهذا يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة. حيث يعتبر الإسهال عرضاً لأمراضٍ أو أسبابٍ عديدة منها التهاب المعدة والأمعاء، سوء التربية والتغذية وبعض المسببات المعدية كالجراثيم، الطفيليات، الفيروسات والفطور. إن مصطلح الإسهال يعتبر من الأعراض السريرية للمرض (ومن الأخطاء الشائعة أن يشخص كمرض) ولكن هناك أسباب عديدة قد تهيء لحدوث الإسهال أهمها عدم تربية المواليد في أقفاص ذات أرضية خشبية، والبرودة والرطوبة العالية في الحظائر كوجود مخلفات ومفرزات الحيوانات فيها وتيارات هوائية ضمن الحظيرة، عدم دخول أشعة الشمس إلى الحظيرة) ظلام الحظيرة)، عدم إعطاء السرسوب (اللبأ) للعجل بكميات مناسبة (زيادة الكمية) في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة، وعدم تنظيف الضرع قبل الرضاعة وانتقال مسبات الأمراض المعدية إلى الرضيع، إضافة إلى تغذية أم الرضيع على عليقة ذات محتوى عالٍ من الدهن والبروتين مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون والبروتينات في السرسوب وبالتالي إلى حدوث الإسهال.
وبحسب هذه الأسباب المهيئة لحدوث الإسهال يمكن أن ينقسم الإسهال إلى نوعين أساسيين:
الإسهال الغذائي: صحيح أن نسبة الوفيات قد تكون به منخفضة لكنه يحدث نتيجة زيادة كمية الحليب (اللبأ، زيادة نسبة البروتين والدهن في الحليب المقدم للمولد) التي تتخمر حيث تصبح وسطاً ملائماً لنمو البكتريا على الرغم أن هذا النوع بسيط إلا أنه خطير نسبياً لأنه يسبب الجفاف (العام) بسرعة وتنخفض بسببه مقاومة العجول للبكتريا وبالتالي قد يتحول للنوع المعدي.
الإسهال المعدي: يحدث نتيجة الإصابة بالمسببات المعدية مثل: البكتيريا (الإشريكية القولونية، السالمونيلا) الفيروسات، والطفيليات (البوغات الخفية، الكوكسيديا) وتكون نسبة الوفيات عالية في هذا النوع من الإسهال.
الأعراض التي تظهر على الحيوان:
يظهر التغيير في طبيعة روث الحيوان ليصبح لينا يميل للسيولة مع اختلاف لونه من الأبيض للأصفر أو الأخضر مع احتوائه في بعض الحالات على كميات من الدم وفقاعات غازية، يترافق ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة في الإسهال الغذائي (39 – 40)، وفي حالات الإسهال المعدي (40 -41)، إضافة إلى فقدان سريع للوزن، وتأثر شهية الحيوان.
وفي حالة استمرار الإسهال يصاب الحيوان بالجفاف نتيجة فقد سوائل جسمه، ويظهر ترهل على عضلات الصدر والرقبة وتهدل في الجفن.
العلاج الكلاسيكي والحقلي:
يتم علاج حاله الإسهال الغذائي: بمنع الحليب عن العجل المصاب 24 ساعة والاستعاضة عنه بالمحاليل الفسيولوجية، وفي اليوم الثاني إذا كانت الحرارة طبيعية ولم تظهر علامات الجفاف يمكن العودة للحليب، إضافة إلى إعطاء فيتامين (أ) حقناً بالعضل، وإعطاء بعض المواد القابضة (كاولين، بكتين، خلاصة قشرة الرمان، مغلي الشاي ….. الخ) عن طريق الفم، مع الحرص على ضع العجول في مكان دافئ وجاف.
ويتم علاج حالة الإسهال المعدي: طبقاً لنوع وشدة المسبب المرضي، وذلك اعتماداً على تاريخ الحالة المرضية والفحص المخبري وذلك بالقضاء على المسبب باستخدام الأدوية المناسبة (مضادات جراثيم أو فطور أو طفيليات..)، وحقن السيرومات المختلطة عن طريق الوريد لتعويض نقص السوائل في الجسم ، إضافة إلى إعطاء فيتامين (أ) حقناً بالعضل، وإعطاء بعض المواد القابضة (كاولين، بكتين، خلاصة قشرة الرمان، مغلي الشاي ….. الخ)، وهنا يجب إعطاء خافضات الحرارة ومضادات التشنج لعلاج المغص.
خلاصة:
إن القارئ لهذا المقال يجد أن المعلومات قد تكون شائعة وملم بها ولكن يجب الإشارة إلى أن هناك بعض الأمور البديهية قد تغيب عن ذهن الطبيب المعالج وقد يقع بها المربي نظراً إما لعدم صبره حتى يتعافى مريضه (العجول المصابة) أو لعدم درايته بطريقة العلاج الأنسب والجرعات التي يجب أن يلتزم بإعطائها للحيوان ومن هذه الأمور:
كمية المقبضات والمسكنات يجب ألا تكون بكميات كبيرة جداً وهذه الكمية غير المدروسة قد تؤدي إلى توقف حركة الكرش وبالتالي قد توصلنا إلى طريق اللاعودة والنفوق الحتمي للحيوان وهنا يكون النفوق سببه العلاج الخاطئ وليس الإسهال.
لعلاج الحيوان من الإسهال يجب أن يعطى سوائل عديدة (السيرومات المختلطة، خلاصة قشرة الرمان، مغلي الشاي) وهنا يجب الانتباه إلى درجة حرارة هذه السوائل وخصوصاً التي تعطى عن طريق الفم (غير باردة تؤدي إلى استمرار الإسهال وغير ساخنة حتى لا تؤذي الجهاز الهضمي للحيوان).
العلاج يعتمد أيضاً على إعطاء سوائل (سيرومات مختلطة) متعادلة الضغط الأزموزي مع الدم وهي مزيج من السكر ومركبات الصوديوم (بيكربونات أو كلوريد الصوديوم) وهنا يجب الانتباه أن بيكربونات الصوديوم يجب ألا تعطى مع سوائل تحتوي على الكالسيوم مثل سيروم رنجر لاكتات لأنها تؤدي إلى الترسيب وعدم الاستفادة من العلاج لكنه يمكن أن تعطى البيكربونات مع السوائل الملحية.
ملاحظة: سيروم رنجر لاكتات هو العلاج الأفضل للعجول التي تعاني من الإسهال المترافق مع الحماض الاستقلابي.