طلة قنبر

  • الدرجة العلمية: دكتوراه في الطب البيطري

الإجهاد الحراري عند الطيور

يعرف الإجهاد بشكل عام بأنه الاستجابة للتحديات الخارجية والداخلية كيميائية كانت أم فيزيائية والتي تهدد البيئة الداخلية للطائر وتؤدي إلى تحفيز الاستجابات الفيزيولوجية والسلوكية كي يتكيف مع الحالة الجديدة وتتجلى أهمية الإجهاد كونه يزيد من فرصة إصابة الطيور بالأمراض المختلفة وخصوصاً الأمراض الكامنة فضلاً عن تسببه بتقليل الكفاءة الإنتاجية.

 تعتبر مسببات الإجهاد عديدة ومتنوعة منها ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة البيئة والرطوبة ونقص ماء الشرب ونقص التغذية والتيارات الهوائية العالية وزيادة نسبه غاز الأمونيا والازدحام والخوف والألم والضوضاء وظروف النقل.

وأهم أنواع الإجهاد هو الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة وقد قُسم الإجهاد الحراري إلى قسمين، الإجهاد الحراري الحاد والمزمن. حيث يشير الإجهاد الحراري الحاد إلى فترات قصيرة ومفاجئة من الحرارة المرتفعة أما الإجهاد الحراري المزمن فيشير إلى فترات طويلة من درجات الحرارة المرتفعة، وبالطبع فإن درجات الحرارة المثالية يمكن تحديدها حسب عمر الطائر.

أهم أعراض الإجهاد الحراري:

اللهاث الذي يقوم به الطائر لكي يبخر الماء من الجهاز التنفسي (كون الطائر لا يملك غدد عرقية). وإن استمرار اللهاث يؤدي إلى سرعة في التنفس مما يؤدي إلى استهلاك الطاقة وبالتالي إلى ارتفاع حرارة جسم الطائر وهذا يزيد الأمر سوءاً. ويترافق اللهاث مع فقدان الشوارد (المطروحة مع تبخر الماء أثناء اللهاث) وهذا العرض لا يمكن مشاهدته لذلك يعد من الحالات القاتلة بصمت.

ومن الآثار الجانبية لفقدان الشوارد: ضعف المناعة (الذي يؤدي إلى نشاط الجراثيم الانتهازية)، وفقدان شاردة الكالسيوم عند الدجاج البياض ينتج عنه بيض ذو قشرة رقيقة، أيضاً يؤدي فقدان الشوارد إلى الخلل في عمل الكلى. 

توقف الطيور عن تناول العلف وشرب كميات كبيرة من الماء الأمر الذي يؤدي إلى الإسهال وفقدان للشوارد أيضاً وبالتالي إلى إصابة الطيور بالتجفاف.

أما في المراحل الأخيرة من الإجهاد الحراري (إذا لم يتم التصدي له بشكل جيد وسريع) يلاحظ على الطيور اختلاجات عضلية وعصبية ثم خمول وانهيار الأجهزة الحيوية وتوقفها عن العمل الأمر الذي يؤدي إلى النفوق الحتمي للطيور.

ومن أهم الإجراءات المتبعة للتصدي للإجهاد الحراري:

وضع ألواح ثلج في خزانات الماء (تبريد ماء الشرب) وتغطيتها إن وجدت على سطح المدجنة للمحافظة على درجة حرارتها. ويجب رفع مستوى الماء في مشارب الجامبو أما الحلمات فيتم زيادة ضخها لتحفيز الطائر على شرب الماء. إضافة إلى تشغيل نظام التبريد قبل اشتداد الحر. و عدم التعليف قبل ذروة ارتفاع الحرارة بـــ 3 ساعات (لأن عملية الهضم ترفع حرارة جسم الطائر). و وضع مقشعات إما في ماء الشرب أو بخزان أنظمة التبريد إن وجدت. و – عدم إثارة الطيور وتحريكها في ذروة ارتفاع الحرارة.

الأدوية المستخدمة للتصدي لحالات الإجهاد الحراري:

الفيتامينات:

يستخدم عادة عند حدوث الإجهاد الحراري فيتامين AD3E أو AD3EC (هو الأفضل)، حيث يعطى فيتامين C  وبجرعة 200 غ للطن أو مع ماء الشرب 25 غ للبرميل حيث يرفع المناعة ويعتبر أيضاً مضاد أكسدة.

خافضات الحرارة:

 الأسبرين، الأنالجين، الباراسيتامول (بالطبع يمكن إعطاء أي واحدة منها لتعطى نتائج جيدة عند الطيور).

يبكربونات الصوديوم (الكربولا):

 تؤدي إلى الإدرار البولي وهذا له فائدتان إحداهما فقدان السوائل وهذا يقود الطائر إلى شرب الماء لتعويض الفاقد مما يؤدي بالتالي إلى خفض درجة حرارة الجسم والفائدة الأخرى غسيل الكلى وهذا يجنبنا الخلل الوظيفي بها المترافق مع الإجهاد الحراري. حيث تستخدم بيكربونات الصوديوم عادة مع العلف وبجرعة 2كغ /طن علف أو مع ماء الشرب 200 غ للبرميل ويمكن لزيادة فاعليتها أن يضاف معها 1 كغ سكر. 

أما الدواء الأمثل للتصدي للإجهاد الحراري (عن تجربة حقيقة) هو الأنالجين مع فيتامين C و بيكربونات الصوديوم (كربولا).

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *