(طعامكم دواؤكم ودوائكم طعامكم) أبو الطب الطبيب اليوناني أبو قراط
إن الدراسات الطبية الحديثة أخذت تتجه في الوقت الحاضر نحو تنظيم الغذاء واستخدام النباتات الطبية وقد أولت منظمة الصحة العالمية في مؤتمراتها الدولية اهتماماً كبيراً بالغذاء الدوائي كأحد الأسس الحديثة لتجنب الكثير من الآثار الجانبية للأدوية ففي معظم النباتات كنز دوائي نادر، ونتيجة للتطور الحاصل في صناعة الطيور الداجنة استدعى ذلك إيجاد وسائل لدعم صحة ووقاية الدجاج منها رفع المستوى المناعي للدجاج لمقاومة مختلف الأمراض إضافة إلى كون التغذية هي العامل الأساس والمحدد لنجاح مشاريع الدواجن كونها تشكل أكثر من 75% من التكاليف الكلية للعملية الإنتاجية.
في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقة واضحة بين التغذية والتأثير المناعي زادت أهمية الدراسات التي تعتمد على الاحتياجات الغذائية ودورها في البناء المناعي للجسم، وكان هذا حافزاً للباحثين للاتجاه إلى استخدام النباتات الطبية والتي أثبتت أن لها المقدرة على تحسين الصفات الإنتاجية والمناعية والفزيولوجية للطيور الداجنة ومنها نبات الثوم الذي ينتشر بشكل واسع في جميع أرجاء العالم، ويحتوي الثوم الطازج في تركيبه على نسبة جيدة من البروتين 6.39% والكربوهيدرات 33.06% والألياف 3.5%، كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات منها حمض الاسكوربيك Vitamin C والثيامين Vitamin B1 والريبوفلافين Vitamin B2 و E Vitamin إلى جانب بعض العناصر المعدنية منها الكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك والمنغنيز والسيلينيوم.
ويعد كل من الحمض الأميني السيستين ومشتقاته وبيبتيدات جاما جلوتاميك من أهم المركبات العضوية الكبريتية الموجودة في الثوم، كما يعتبر الألين Allin من أهم المركبات العضوية الكبريتية الذي يتحول بوساطة أنزيم الأليناز Allinase الموجود في خلايا الثوم إلى أليسين Allicin الذي يسبب رائحة الثوم النموذجية.
ويعد الألين Allin من المواد الفعالة المضادة للنشاط الجرثومي وإليه تعود الفعالية الطبية وخصائص الثوم كمضاد حيوي مثبط للنمو الجرثومي، وتحتوي فصوص الثوم على مركب الألين بنسبة 1.4% من وزنها الطازج ويعتقد أنه يتداخل من الأنظمة الاستقلابية وخاصة للمواد الدهنية.
لوحظ أن معظم النباتات الطبية المختلفة بما فيها مسحوق الثوم لها استخدامات واسعة لإدامة وتحسين صحة الإنسان والحيوان، إن للثوم عدة خواص صيدلانية و ذو منافع متعددة كونه مثبط لنمو الأحياء المجهرية ومانع للأكسدة ومضاد للفيروسات ومضاد فطري وطفيلي فضلاً عن دوره الدوائي العشبي لمنع العديد من الأمراض المعدية ومعالجتها أو غير المعدية وبالأخص أمراض القلب إضافة إلى أن للثوم فائدة كبيرة في تنشيط عمل الجهاز المناعي في الجسم ولاسيما المناعة الخلوية، ففي دراسة أجريت على فروج اللحم من سلالة Ross هدفت إلى معرفة الاستجابة المناعية والتأثير التثبيطي لنبات الثوم على بعض العوامل المرضية لفروج اللحم، وأنواع البكتريا المتواجدة في لحوم الدواجن المجمدة – وبعد معاملة الصيصان لمدة 5 أسابيع بمسحوق الثوم 0.4 غ/كغ علف – أظهرت النتائج ارتفاع الأضداد المناعية الموجهة ضد مرض النيوكاسل والجمبورو، إضافة إلى انخفاض التعداد الكلي للبكتريا والبكتريا المحبة للبرودة في اللحم المجمد خلال 3 أسابيع من التجميد على درجة -18م.
بينما تناولت دراسة اختبار زيت الثوم كمضاد لفيروس مرض النيوكاسل، حيث تم حضن زيت الثوم مع الفيروس (سلالة LaSota) لمدة 24 ساعة وتم تحديد تأثيره المضاد للفيروس من خلال إجراء اختبارات التلازن الدموي واختبار تفاعل البلمرة المتسلسل العكسي للكشف عن البروتينات السطحية الفيروسية والمادة الوراثية للفيروس، إضافة إلى تحديد سمية زيت الثوم على الكائن الحي عن طريق حقنه في أجنة بيض الدجاج مع أو بدون الفيروس لتظهر النتائج أن زيت الثوم يلعب دوراً في تقليل فاعلية الفيروس من خلال تدمير مستقبلات الفيروس السطحية، كما لم يكن هناك أي سمية دوائية على الكائن الحي، من جانب آخر فإن الأجنة التي تم حقنها بالفيروس فقط أظهرت علامات مرضية واضحة لم تظهر في المجموعات الأخرى التي تحتوي على زيت الثوم، مما يجعل من زيت الثوم مرشحاً ليكون مضاداً فيروسياً جيداً و ربما سيكون له دور في علاج هذا المرض.
ذهب بعض الباحثين إلى استخلاص نبات الثوم تهيئة إلى استخدامه ضمن العلاجات الحقلية في مجال الدواجن ففي دراسة أجريت باستخدام الخلاصة المائية لنبات الثوم على فروج اللحم وجد الباحثون ارتفاعاً في الاستجابة المناعية لمرض الانفلونزا AIV والنيوكاسل NDV والالتهاب الشعبي IBV فضلاً عن حصول انخفاض في الغلوكوز والغلسريدات الثلاثية والكولسترول ورفع تركيز البروتين الكلي للمصل.
أشار العديد من العلماء أن إضافة الثوم في العليقة يحسن من نمو فروج اللحم ففي إحدى الدراسات قام الباحثون بإضافة مفروم الثوم الطازج للعليقة بنسب مختلفة ونتيجة لذلك فقد لوحظت فروقات عالية في الزيادة الوزنية اليومية والكلية وفي نسبة التصافي، كما وجد بعض الباحثين في دراسة تناولت الأداء التناسلي للديكة أن إضافة مسحوق الثوم إلى العليقة عند مستوى 6 غ / كغ، أدت إلى تحسن معنوي في جميع صفات السائل المنوي، فيما يتعلق بحجم السائل المنوي وتركيز النطاف وحجم النطفة والنسب المئوية للنطاف الحية والطبيعية.
هل يؤثر استخدام زيت الثوم او الثوم المجفف على طعم اللحم الناتج
لم تتناول الدراسات هذه الناحية
لكن من خلال التجربة لم يؤثر