طلة قنبر

  • الدرجة العلمية: دكتوراه في الطب البيطري

مضادات الالتهاب الستروئيدية، سؤال متكرر وجواب واحد

يعتبر الالتهاب مجملَ ارتكاسات الأنسجة الحيَّة تجاه الأذيَّات المختلفة الواقعة عليها، وقد تكون هذه الأذيات ذات طبيعة فيزيائية أو كيماوية أو مناعية أو بفعل العوامل الممرضة كالجراثيم والحمّات والطفيليات.

 تعمل مضادات الالتهاب على تثبيط العملية الالتهابية وتقسم إلى ستروئيدية وغير ستروئيدية، حيث تعتبر مضادات الالتهاب الستروئيدية هرموناتٍ داخلية أو مشتقة من الهرمونات كالكورتيزون، الهيدروكورتيزون أو البيتاميتازون، وتكون آلية عملها بيولوجياً حيث تنشط أو تثبط نسخ الجينات، أما مضادات الالتهاب غير الستروئيدية (Non-Steroidal Anti-Inflammatory) Drugs تعتبر الأكثر استخداماً وتتميز بآلية عملها التي تعمل على تثبيط أنزيمات السيكلوأوكسيجيناز المسؤولة عن تشكيل البروستاغلاندينات من حمض الأراشيدونيك وبالتالي عدم ظهور التأثير الضار للبروستاغلاندين.

تدعى مضادات الالتهاب الستروئيدية بالهرمونات السترويدية القشرية الكظرية، ويوجد منها نوعان القشرانيات السكرية والقشرانيات المعدنية، بالإضافة لتأثيرها المضاد للالتهاب فإن لكل منها تأثيرات متنوعة.

تأثيرات القشرانيات السكرية:

حيث أن الكورتيزول هو القشراني السكري الرئيسي الذي يتم انتاجه في الحالة الطبيعة في ذروة الصباح الباكر.

تعزيز الاستقلاب الوسيط الطبيعي: حيث تدعم استحداث السكر، كما تنبه تقويض البروتين وتحلل الدسم فتقدم بذلك كتل البناء والطاقة التي يحتاج إليها في تركيب الغلوكوز (نقص القشري الكظري في حالات الكرب أو الصيام يؤدي إلى هبوط سكر الدم).

تزيد مقاومة الكرب: في حالات الخوف والعدوى والنزف والأمراض التي تسبب ضعف الجسم.

تعدل مستويات الخلايا الدموية البلازمية: تسبب نقص العدلات والأساسات والوحيدات واللمفاويات بينما تزيد كمية الهيموغلوبين والكريات الدموية الحمراء والصفيحات الدموية والكريات البيض عديدة النوى (نقص الليمفاويات يعرض الجسم لنقص المقاومة أثناء الخمج لكن هذه الخاصية تعد هامة في معالجة ابيضاض الدم).

تمتلك فعلاً مضاداً للالتهاب (جميع أنواع القشرانيات السكرية سواءً الطبيعية أو الأدوية المصنعة)

يمكن أن تؤثر على الأجهزة الأخرى فوجود كميات كافية من الكورتيزول ضروري من أجل الرشح الكبيبي الطبيعي.

القشرانيات المعدنية: تساعد على التحكم بحجم ماء الجسم وتركيز الكهارل وخصوصاً الصوديوم والبوتاسيوم.

الاستعمالات العلاجية للقشرانيات الكظرية (الكورتيكوستيرويدات):

1- معالجة داء أديسون: حيث ينتج عن خلل وظيفي في قشرة الكظر ويستعمل الهيدوركورتيزون (مثيل الكورتيزول الطبيعي) لتصحيح هذا الخلل وعدم المعالجة تؤدي إلى الموت (بشري).

2- المعالجة التعويضية لقصور قشر الكظر الثانوي أو الثالثي: أيضاً يعالج هذا العوز بالهيدروكورتيزون.

3- تشخيص متلازمة كوشينغ (معروفة بشرياً): تنجم عن فرط إفراز القشرانيات الكظرية السكرية حيث يستخدم الديكساميتازون لتشخيص هذا المرض حيث يثبط إفراز الكورتيزول الطبيعي.

4- معالجة الالتهابات: التهاب العظم والمفصل والحالات الالتهابية الجلدية.

5- معالجة بعض حالات التحسس: الربو القصبي، التهاب الأنفي التحسسي، التفاعلات التحسسية الدوائية أو المصلية الناتجة عن نقل الدم.

6- تعجيل نضج الرئة: تعد متلازمة الضائقة التنفسية مشكلة عند  الخدج حيث ينظم الكورتيزول الجنيني نضج الرئة لذلك تعطى الأم عادة بيكلوميتازون حقناَ بالعضل قبل 48 ساعة من الولادة ويتبع بجرعة أخرى قبل 24 ساعة من الولادة.

التأثيرات الجانبية والضارة للستروئيدات القشرية:

– اضطراب النمو وخاصة عند الأطفال أو صغار الحيوانات.

– بطء التئام الجروح والتأهب لحدوث الأخماج.

– نقص الكالسيوم السلبي واضطراب نمو العظم.

– فرط ضغط الدم.

– نقص بوتاسيوم الدم.

– وذمة محيطية.

– ارتفاع ضغط العين (الزرق).

الخلاصة: إن القارئ لهذا المقال قد يجد به الكثير من التعقيد والتدخلات البشرية فهذا هو المقصود بالعبارة الأولى المكتوبة في بداية المقال (سؤال متكرر وإجابة واحدة وواضحة)، السؤال المتكرر ما هو الأفضل استعمال مضادات الالتهاب الستروئدية أو غير الستروئيدية وعندما تكون الإجابة باستخدام مضادات الالتهاب غير الستروئيدية يكون التعجب من قبل السائل و التعليق بقوله أنه يجد أن مضادات الالتهاب الستروئيدية أكثر سرعة ونجاحاً في العلاج وجوابي أنه معه حق بأنها أكثر سرعة ونجاحاً لكن يكون غافلاً عم تلحقه هذه الاستعمالات المتكررة من مضادات الالتهاب الستروئيدية من آثار جانبية للحيوان أو للمستهلك للمنتجات الحيوانية التي تحتوي على ثمالات هذه المضادات تخيل أن أحد المنتجات الغذائية تمتلك المضاد المذكور سابقاُ وهو الديكساميتازون فهذا يعني أننا هذه المنتجات إذا تناولها المستهلك أدت إلى تثبيط انتاج الكورتيزون لديه….! هذا على سبيل المثال وليس الحصر لما تسببه مضادات الالتهاب الستروئيدية من آثار جانبية.

والجواب الواضح نحن يجب علينا استخدام مضادات الالتهاب الستروئيدية بحذر شديد عند الحيوانات وفي حالات الضرورة القصوى مع مراعاة فترة السحب إذا اضطررنا لذبح الحيوان……

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *