د. عامر دباغ

  • الدرجة العلمية: دكتوراه في الطب البيطري

المتممات العلفية ضرورة أم حاجة ماسة !

سعى الإنسان منذ القدم إلى عملية استئناس الحيوانات بهدف تأمين مصادر الغذاء، وعندما استأنس العديد من هذه الحيوانات أدت هذه العملية إلى إحداث خلل في البنية الفيزيولوجية من خلال التغذية المركزة بعيداً عن البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات (التربية المكثفة للدواجن، المجترات…الخ)، كما حاول الإنسان جاهداً من خلال عمليات التحسين الوراثي والتغذية المركزة الحصول على أقصى درجات الإنتاج، كل هذا قاد إلى تدمير البيئة الطبيعية المعتادة للحيوانات وانخفاض مناعتها ولكي يغطي هذا الخلل سعى بعدة طرق للتعويض منها المتممات العلفية، رافعات المناعة، العلف المركز وغيرها من الطرق.

تعتبر المتممات العلفية مصادراً غنية بالبروتين، العناصر المعدنية، الفيتامينات، إضافة للأنزيمات والخمائر.

وهنا يأتي السؤال هل المتممات العلفية ضرورة أم حاجة ماسة وقبل الإجابة على هذا السؤال إذا لم يعطى المتمم العلفي وكان هناك نقص بأحد مكونات العليقة ماهي الخسائر أو الأمراض المتحملة وهنا نوجز أهم أعراض نقص بعض مكونات هذا المتمم.

أعراض نقص الفيتامينات:

فيتامين A:

يسبب نقصه العمى، تحجر القرنية، العقم والإجهاض إضافة إلى جفاف الحوافر والأظلاف وتشققها لأن وجود هذا الفيتامين بالحدود الطبيعية يؤدي إلى زيادة النمو من خلال الخلايا الطلائية كذلك يساهم في تكوين الأجسام المضادة وتصنيع الهرمونات الجنسية.

فيتامين D:

نقصه يؤدي لخلل في تكوين العظام وتصاب الحيوانات بلين العظام (الكساح).

فيتامين E:

نقصه يسبب ضمور العضلات واضطراب في الجهاز التنفسي ويؤدي إلى حدوث التشنجات.

فيتامين K:

والذي يدعى موقف النزيف فهو ضروري جداً خلال المعالجات الدوائية (المضادات الحيوية) لأنها مثل تلك الأدوية التي تؤدي إلى اضطراب فلورا الكرش وبالتالي لابد من زيادة كميتها تفادياً لحدوث النزف وعسر الهضم.

مجموعة فيتامين B:

وجودها ضروري جداً لإتمام عملية الهضم لأن نقص هذه المجموعة يؤدي إلى فقدان الشهية وضعف نمو العضلات (الهزال) والتشنجات وضعف الأعصاب.

فيتامين C:

ضروري جداً في حالات الإجهاد الحراري والتي تحدث غالباً في التربية المكثفة إضافة إلى دوره في رفع المناعة لدى الحيوان.

إضافة إلى هذه الفيتامينات هنا: الأحماض الأمينية التي لا تستطيع كل الكائنات تكوينها ويجب أن تحصل عليها من العليقة كحمض الفوليك وحمض البانثونيك، إضافة للكولين والمثيونين.

أعراض نقص العناصر المعدنية:

الكالسيوم:

نقصه يؤدي إلى الكساح والعرج ولين العظام وحمى الحليب.

الفوسفور:

يتشارك مع الكالسيوم ويسبب نقصه ضعف في العضلات وتأخر في النمو.

البوتاسيوم:

ضروري لإحداث التوازن الحراري في حالة الإجهاد.

الصوديوم:

يؤدي نقصه في العليقة إلى انخفاض استهلاك العلف وبالتالي ضعف النمو والانتاج.

الكلور:

وجوده بالحدود المطلوبة يقود إلى نمو طبيعي للحيوان أما نقصه فيؤدي إلى تأخر النمو والهزل وقلة الانتاج.

المغنيزيوم:

نقصه يسبب مرض الكزاز العشبي (اضطرابات عصبية) وتصلب عضلات الحيوان ومن ثم النفوق.

الحديد:

يلعب دوراً رئيسياً في تكوين الكريات الحمراء ونقصه يؤدي إلى فقر الدم (الأنيميا).

المنغنيز:

نقصه يؤدي إلى ضعف في النمو وتشوه القوائم وتكرر حالات الإجهاض.

الزنك:

له دور أساسي في عملية النمو نقصه يؤدي إلى ضعف النمو وضعف تكوين الريش والشعر والصوف.

الكوبالت:

نقصه يؤدي إلى هزال شديد وفقر دم.

اليود:

يعلب دوراً هاماً في وظيفة الغدة الدرقية وآلية إفرازاها حيث أن نقصه يؤدي إلى تضخم الدرق.

ولا ننسى أيضاً أن بعض المتممات العلفية تحتوي على الخمائر حيث تلعب الخمائر دوراً هاماً في إصلاح الخلل الحادث في فلورا الكرش بعد استعمال بعض الأدوية وإن أي خلل يحدث في فلورا الكرش يؤدي إلى عسر الهضم وانخفاض انتاج الحيوان.

الخلاصة: لابد من الإجابة عن السؤال المطروح في هذا المقال هل المتمم العلفي ضرورة أم حاجة ماسة؟؟

الإجابة: لو تركت الحيوانات في بيئتها الطبيعية دون استئناس لما احتاجت للمتمم العلفي، ولو غذيت بطريقة جيدة عند استئناسها أيضا لما احتاجت للمتمم العلفي ولكن حسب الوضع الحالي نظراً لعدم قدرة المربي أن يقدم لحيواناته علف متوازن وخالي من أي نقص أصحبت المتممات العلفية حاجة ماسة لتعويض النقص الحاصل في العليقة المقدمة للحيوان تفادياً لحدوث الأمراض ولكي يقوم الحيوان بالمهمة المناطة به وهي تقديم أقصى درجات انتاجه وتجنب أي خسائر اقتصادية في التربية…. وتسعى المخابر الحديثة والشركات الدوائية لإنتاج متممات علفية (بريمكسات) تغطي النقص في سوء التغذية ونقص المواد العلفية لتساعد الحيوان للقيام بالمهام المربى لأجلها.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *